إن الله قد أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعدُّ ولا تحصى، ابتداءً بما فرضه علينا وبما نهانا عنه، وكله لمصلحتنا بالإضافة إلى ما سخره لنا من نعم في السماء والأرض.
ومن النعم التي افترضها علينا، هي نعمة الحجاب؛ لما فيه من عفة وطهارة وحماية، لأنه سبحانه الخالق العليم الحكيم، إلا أن من الظواهر الملفتة انتشار الحجاب في مصر، وإن كان حجابًا ناقصًا؛ لأن الأعداء لم يعجبهم هذا فحاولوا في هدمه وإفساده وتغيره وإنقاصه وتزيينه؛ حتى يخرج عن الحجاب الشرعي، ويبعدوا المسلمة عن دينها أصلاً.
ويتضح هذا الأمر بالأخص في فصل الصيف، فيكون الاختبار للنساء والفتيات هل سيلتزمن بالحجاب الشرعي أم سيتهاون ويكشفن ما يجب ستره بحجة الحر أو الموضة أو الخنقة أو... أو...؟
ولكن يا أختاه الأمر على العكس إذا التزمت المسلمة بالحجاب الصحيح فسيكون الصيف والحر أكبر شاهد لها يوم القيامة أمام الله- سبحانه وتعالى- على ثباتها على الحجاب الصحيح، فإنه سبحانه وتعالى ليحبب الطاعة لمن يحبه ولأهل اليقين؛ لأنهم عندهم يقين بالأجر العظيم عند الله؛ حتى في أصعب الظروف، فإن للطاعة مذاقًا لا يشعر بها إلا أصحابها, فلقد كان الصحابة- رضوان الله عليهم- أشد ما يسعدهم هو القيام لله في الليالي الشاتية أي شديدة البرودة والصيام لله، والظمأ في الهواجر أي الأيام شديدة الحر, رغبةً ويقينًا وحبًّا في الأجر والثواب, والجزاء على قدر المشقة, كما أنها علامة حب العبد لله، وحب الله للعبد، فإن العون من الله.
ومع ذلك فإن لبس الحجاب الشرعي ليس بالأمر الصعب في الصيف بل على العكس فإنه يحمي الجسم من حرارة الشمس, ويصون الجسم من أعين الطامعين.
رغم أن موضوع الحجاب الصحيح مهم جدًّا ونود أن نتذكره دائمًا، إلا أنه في فصل الصيف يكون الاهتمام به أشد؛ لما نراه من مناظر محزنة من التبرج والحجاب الخليع الذي لا يوصف بالحجاب بالمرة.
لذلك سوف نبدأ بوصايا للأخت المحجبة أولاً:
- إن حجابك هو بطاقة تعريف تُخبر من حولك بمبادئك، فكوني طائعة لربك ظاهرًا وباطنًا.
-ارتدي حجابك كاملاً بمواصفاته الشرعية ولا تبتدعي فيه، مع الحرص على المظهر الأنيق، فأنتِ قدوة بحجابك.
- الحرص على النظافة الشخصية، ويمكن استعمال بودرة العرق أو الشبة والليمون، كما أن أطيب الطيب الماء، ولا تتعطري عند الخروج.
- التخلق بالأخلاق الحميدة، فالحجاب ليس ملبسًا فقط بل سلوك وأخلاق ومعاملات.
- استحضري دائمًا النية في حجابك فإنه امتثال لأمر الله، واستشعري الأجر والثواب على ذلك، وكذلك أجر الصبر على الطاعة وعلى الحرِّ وعلى حماية المجتمع من التبرج الذي يسعِّر الشهوات، كذلك أجر التعاون على البر والتقوى.
- على الأخت المحجبة أن يكون لها غضبة لله لما يحدث من تحريف وتغير للحجاب، فأين غيرتك على ما ينتهك من حرمات الله؟؛ لذلك أدعوك أن تقومي بدعوة غيرك من النساء إلى الحجاب الصحيح.
- وأيضًا أن تكوني ذا همة عالية، وعملية في الدعوة إلى الحجاب؛ وذلك باستخدام وسائل كثيرة مثل المحاضرات على النت أو كتيبات أو مطويات أو حوارات، كذلك بإرشادهن إلى محال ملابس المحجبات حتى تيسري لهن الأمر.
أما المحجبة حجاب الموضة أو حجاب ناقص وتظن أنها بذلك أرضت ربها فأوصيها:
ابنتي الحبيبة إن الحجاب فرض مثل الصلاة حق الله، فمثلاً الظهر أربع ركعات لا يصح أن نصليه ركعتين أو ثلاث ركعات، وهو نفس الشيء في الحجاب الناقص غير الشرعي, فكأنما صليت الظهر ركعتين أو ثلاثة فقط، فأدعوك أيتها المسلمة المؤمنة أن تقولي لا بشجاعة لكلِّ ما لا يرضي المولى عز وجل.
- لا للملابس الضيقة والشفافة.
- لا للملابس الموحية بأنها كاشفة (جيب قصير تحته بنطلون أو حذاء برقبة أو بدي ضيق).
- لا لخلع الحجاب في الأفراح أو على الشاطئ أو على السلم أو في البلكونة.
- لا للبنطلون، والأكمام القصيرة، والملابس القصيرة والغربية.
- لا للعطور والمكياج والإكسوارات الملفتة للأنظار.
- لا لنمص الحواجب والوشم والوصل.
ابنتي الحبيبة لا تلهثي وراء الموضة الغربية، قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم- : "مَن تشبَّه بقوم فهو منهم" (رواه أحمد)، فالحجاب لا يتعارض مع الأناقة وحسن الهندام.
أما غير المحجبات:
- يا هل ترى ما هي معوقاتكن؟ هل أنتم غير مقتنعات؟ كيف ذلك ألستم مسلمات، والإسلام هو استسلام لله في كل أمر ونهي، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا (36)﴾ (الأحزاب).
- كما أن الإيمان القلبي وحده فقط لا يكفي، فالله سبحانه سيحاسب على الظاهر والباطن، ودائمًا يقترن العمل الصالح مع الإيمان في القرآن ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (البقرة: من الآية 25).
- ألا تعلمي أنك إذا خرجت كاشفة متزينة معطرة كم شاب ينظر إليك في الشارع أو المواصلات أو الكلية أو.. إلخ؟ كم سيئة سجلت في الثانية ثم في الدقيقة ثم في الساعة؟ إذا كان الأمر عدة ساعات فكم من آلاف السيئات حصدتِ في ذلك اليوم؟ فهل حسنات الصيام والصلاة تساوي هذه السيئات.
- إذا كنت تظنين أن الحجاب يعوق حركتك كما يظن البعض، فلقد كانت أمهات المؤمنين والصحابيات يسافرن ويحاربن مع الرسول– صلى الله عليه وسلم– ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة، وكذلك الأخوات الآن، فالمشكلة ليست في الحجاب.
- إذا كنت تخشين أحد أو مكسوفة من زميلاتك أو أقاربك أو من حولك الغير محجبات أن يسخروا منك، بالله عليك من التي تخجل التي غطت جسدها أم التي كشفته؟ وأيهما أولى بالطاعة والرضا.. الله أم زميلاتك؟ قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم– "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس".
- إذا كنت تخشين حرارة الجو فتذكري أحر الصيف أم حر نار جهنم ستتحملين؟ كما أن نار الدنيا جزء من 70 جزءًا من نار جهنم، نسأل الله العافية.
- أما الأناقة فالإسلام لا يريدك رثة الثياب، فهناك ملابس شرعية كثيرة وأنيقة، وهناك محلات كثيرة لملابس المحجبات، لقد قالت "فابيان" أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقًا– بعد أن هداها الله للإسلام– لولا فضل الله علي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان همُّه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ومبادئ.
* ابنتي الحبيبة، مَن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه في الدنيا والآخرة, فعلى بركة الله قولي لله "سمعنا وأطعنا"، وأقبلي على طاعة ربك ستشعرين بالسعادة وحلاوة الطاعة، ولكن عليك بالصحبة الصالحة التي تعينك وتثبتك.
وإليك مواصفات الحجاب:
- أن يغطي جميع البدن ما عدا الوجه والكفين قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)﴾ (الأحزاب).
- ألا يكون شفافًا: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات (ملابس شفافة أو ضيقة فكأنها لم تلبس) رءوسهن كأسنمة البخت (البخت: الجمال والمقصود يظهرن أمام غير المحارم بتسريحات الشعر الحديثة) لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" (رواه الطبراني).
- ألا يكون ضيقًا فيُظهر أماكن الفتنة: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الحياء والإيمان قرناء إذا رفع أحدهما رفع الآخر". (أخرجه الحاكم).
- ألا يكون معطرًا: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" (رواه النسائي)، هي لم تزن لكنه تحذير شديد من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من التعطر أمام غير المحارم؛ لما يحدثه من أثر في نفس مَن يشم عطرها، وقد لا تدري عمق هذا الأثر.
- ألا يكون زينة أو مبهرجًا أو ملفتًا للأنظار: قال تعالي: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ (النور: من الآية 31).
- ألا يشبه ملابس الرجال: قال أبو هريرة– رضي الله عنه– "لعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم– الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل" (رواه أبو داود).
- ألا يكون لباس شهرة (المراد به الفخر والمكابرة والمباهاة بين الناس): قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم-: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة" (رواه أبو داود).
ابنتي الحبيبة يا مَن تركت إظهار زينتك خارج بيتك لله رغم حبك لها اسمعي وصف نساء الدنيا الطائعات في الجنة: قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم– : "بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله- عز وجل– ألبس الله وجههن النور, وأجسادهن الحرير, بيض الألوان, خضر الثياب صفر الحلي, مجاميرهن اللؤلؤ, وأمشاطهن الذهب, يقلن نحن الخالدات فلا نموت أبدًا, فنحن الناعمات فلا نبأس أبدًا, ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا (لا تصيبنا الشيخوخة) ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كان لنا وكنا له" (رواه الترمذي).
نسأل الله أن يهدي نساء وبنات المسلمين إلى الحجاب الشرعي الصحيح، وأن يجمعنا وإياهم في جنات النعيم.. اللهم آمين.
ومن النعم التي افترضها علينا، هي نعمة الحجاب؛ لما فيه من عفة وطهارة وحماية، لأنه سبحانه الخالق العليم الحكيم، إلا أن من الظواهر الملفتة انتشار الحجاب في مصر، وإن كان حجابًا ناقصًا؛ لأن الأعداء لم يعجبهم هذا فحاولوا في هدمه وإفساده وتغيره وإنقاصه وتزيينه؛ حتى يخرج عن الحجاب الشرعي، ويبعدوا المسلمة عن دينها أصلاً.
ويتضح هذا الأمر بالأخص في فصل الصيف، فيكون الاختبار للنساء والفتيات هل سيلتزمن بالحجاب الشرعي أم سيتهاون ويكشفن ما يجب ستره بحجة الحر أو الموضة أو الخنقة أو... أو...؟
ولكن يا أختاه الأمر على العكس إذا التزمت المسلمة بالحجاب الصحيح فسيكون الصيف والحر أكبر شاهد لها يوم القيامة أمام الله- سبحانه وتعالى- على ثباتها على الحجاب الصحيح، فإنه سبحانه وتعالى ليحبب الطاعة لمن يحبه ولأهل اليقين؛ لأنهم عندهم يقين بالأجر العظيم عند الله؛ حتى في أصعب الظروف، فإن للطاعة مذاقًا لا يشعر بها إلا أصحابها, فلقد كان الصحابة- رضوان الله عليهم- أشد ما يسعدهم هو القيام لله في الليالي الشاتية أي شديدة البرودة والصيام لله، والظمأ في الهواجر أي الأيام شديدة الحر, رغبةً ويقينًا وحبًّا في الأجر والثواب, والجزاء على قدر المشقة, كما أنها علامة حب العبد لله، وحب الله للعبد، فإن العون من الله.
ومع ذلك فإن لبس الحجاب الشرعي ليس بالأمر الصعب في الصيف بل على العكس فإنه يحمي الجسم من حرارة الشمس, ويصون الجسم من أعين الطامعين.
رغم أن موضوع الحجاب الصحيح مهم جدًّا ونود أن نتذكره دائمًا، إلا أنه في فصل الصيف يكون الاهتمام به أشد؛ لما نراه من مناظر محزنة من التبرج والحجاب الخليع الذي لا يوصف بالحجاب بالمرة.
لذلك سوف نبدأ بوصايا للأخت المحجبة أولاً:
- إن حجابك هو بطاقة تعريف تُخبر من حولك بمبادئك، فكوني طائعة لربك ظاهرًا وباطنًا.
-ارتدي حجابك كاملاً بمواصفاته الشرعية ولا تبتدعي فيه، مع الحرص على المظهر الأنيق، فأنتِ قدوة بحجابك.
- الحرص على النظافة الشخصية، ويمكن استعمال بودرة العرق أو الشبة والليمون، كما أن أطيب الطيب الماء، ولا تتعطري عند الخروج.
- التخلق بالأخلاق الحميدة، فالحجاب ليس ملبسًا فقط بل سلوك وأخلاق ومعاملات.
- استحضري دائمًا النية في حجابك فإنه امتثال لأمر الله، واستشعري الأجر والثواب على ذلك، وكذلك أجر الصبر على الطاعة وعلى الحرِّ وعلى حماية المجتمع من التبرج الذي يسعِّر الشهوات، كذلك أجر التعاون على البر والتقوى.
- على الأخت المحجبة أن يكون لها غضبة لله لما يحدث من تحريف وتغير للحجاب، فأين غيرتك على ما ينتهك من حرمات الله؟؛ لذلك أدعوك أن تقومي بدعوة غيرك من النساء إلى الحجاب الصحيح.
- وأيضًا أن تكوني ذا همة عالية، وعملية في الدعوة إلى الحجاب؛ وذلك باستخدام وسائل كثيرة مثل المحاضرات على النت أو كتيبات أو مطويات أو حوارات، كذلك بإرشادهن إلى محال ملابس المحجبات حتى تيسري لهن الأمر.
أما المحجبة حجاب الموضة أو حجاب ناقص وتظن أنها بذلك أرضت ربها فأوصيها:
ابنتي الحبيبة إن الحجاب فرض مثل الصلاة حق الله، فمثلاً الظهر أربع ركعات لا يصح أن نصليه ركعتين أو ثلاث ركعات، وهو نفس الشيء في الحجاب الناقص غير الشرعي, فكأنما صليت الظهر ركعتين أو ثلاثة فقط، فأدعوك أيتها المسلمة المؤمنة أن تقولي لا بشجاعة لكلِّ ما لا يرضي المولى عز وجل.
- لا للملابس الضيقة والشفافة.
- لا للملابس الموحية بأنها كاشفة (جيب قصير تحته بنطلون أو حذاء برقبة أو بدي ضيق).
- لا لخلع الحجاب في الأفراح أو على الشاطئ أو على السلم أو في البلكونة.
- لا للبنطلون، والأكمام القصيرة، والملابس القصيرة والغربية.
- لا للعطور والمكياج والإكسوارات الملفتة للأنظار.
- لا لنمص الحواجب والوشم والوصل.
ابنتي الحبيبة لا تلهثي وراء الموضة الغربية، قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم- : "مَن تشبَّه بقوم فهو منهم" (رواه أحمد)، فالحجاب لا يتعارض مع الأناقة وحسن الهندام.
أما غير المحجبات:
- يا هل ترى ما هي معوقاتكن؟ هل أنتم غير مقتنعات؟ كيف ذلك ألستم مسلمات، والإسلام هو استسلام لله في كل أمر ونهي، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا (36)﴾ (الأحزاب).
- كما أن الإيمان القلبي وحده فقط لا يكفي، فالله سبحانه سيحاسب على الظاهر والباطن، ودائمًا يقترن العمل الصالح مع الإيمان في القرآن ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ (البقرة: من الآية 25).
- ألا تعلمي أنك إذا خرجت كاشفة متزينة معطرة كم شاب ينظر إليك في الشارع أو المواصلات أو الكلية أو.. إلخ؟ كم سيئة سجلت في الثانية ثم في الدقيقة ثم في الساعة؟ إذا كان الأمر عدة ساعات فكم من آلاف السيئات حصدتِ في ذلك اليوم؟ فهل حسنات الصيام والصلاة تساوي هذه السيئات.
- إذا كنت تظنين أن الحجاب يعوق حركتك كما يظن البعض، فلقد كانت أمهات المؤمنين والصحابيات يسافرن ويحاربن مع الرسول– صلى الله عليه وسلم– ويعالجن الجرحى، ويمارسن شتى الأنشطة دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة، وكذلك الأخوات الآن، فالمشكلة ليست في الحجاب.
- إذا كنت تخشين أحد أو مكسوفة من زميلاتك أو أقاربك أو من حولك الغير محجبات أن يسخروا منك، بالله عليك من التي تخجل التي غطت جسدها أم التي كشفته؟ وأيهما أولى بالطاعة والرضا.. الله أم زميلاتك؟ قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم– "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس".
- إذا كنت تخشين حرارة الجو فتذكري أحر الصيف أم حر نار جهنم ستتحملين؟ كما أن نار الدنيا جزء من 70 جزءًا من نار جهنم، نسأل الله العافية.
- أما الأناقة فالإسلام لا يريدك رثة الثياب، فهناك ملابس شرعية كثيرة وأنيقة، وهناك محلات كثيرة لملابس المحجبات، لقد قالت "فابيان" أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقًا– بعد أن هداها الله للإسلام– لولا فضل الله علي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان همُّه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ومبادئ.
* ابنتي الحبيبة، مَن ترك شيئًا لله أبدله الله خيرًا منه في الدنيا والآخرة, فعلى بركة الله قولي لله "سمعنا وأطعنا"، وأقبلي على طاعة ربك ستشعرين بالسعادة وحلاوة الطاعة، ولكن عليك بالصحبة الصالحة التي تعينك وتثبتك.
وإليك مواصفات الحجاب:
- أن يغطي جميع البدن ما عدا الوجه والكفين قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)﴾ (الأحزاب).
- ألا يكون شفافًا: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات (ملابس شفافة أو ضيقة فكأنها لم تلبس) رءوسهن كأسنمة البخت (البخت: الجمال والمقصود يظهرن أمام غير المحارم بتسريحات الشعر الحديثة) لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" (رواه الطبراني).
- ألا يكون ضيقًا فيُظهر أماكن الفتنة: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الحياء والإيمان قرناء إذا رفع أحدهما رفع الآخر". (أخرجه الحاكم).
- ألا يكون معطرًا: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" (رواه النسائي)، هي لم تزن لكنه تحذير شديد من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من التعطر أمام غير المحارم؛ لما يحدثه من أثر في نفس مَن يشم عطرها، وقد لا تدري عمق هذا الأثر.
- ألا يكون زينة أو مبهرجًا أو ملفتًا للأنظار: قال تعالي: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ (النور: من الآية 31).
- ألا يشبه ملابس الرجال: قال أبو هريرة– رضي الله عنه– "لعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم– الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل" (رواه أبو داود).
- ألا يكون لباس شهرة (المراد به الفخر والمكابرة والمباهاة بين الناس): قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم-: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة" (رواه أبو داود).
ابنتي الحبيبة يا مَن تركت إظهار زينتك خارج بيتك لله رغم حبك لها اسمعي وصف نساء الدنيا الطائعات في الجنة: قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم– : "بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله- عز وجل– ألبس الله وجههن النور, وأجسادهن الحرير, بيض الألوان, خضر الثياب صفر الحلي, مجاميرهن اللؤلؤ, وأمشاطهن الذهب, يقلن نحن الخالدات فلا نموت أبدًا, فنحن الناعمات فلا نبأس أبدًا, ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا (لا تصيبنا الشيخوخة) ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كان لنا وكنا له" (رواه الترمذي).
نسأل الله أن يهدي نساء وبنات المسلمين إلى الحجاب الشرعي الصحيح، وأن يجمعنا وإياهم في جنات النعيم.. اللهم آمين.